المقالات

أهمية رئاسة الوزراء العراقية في الخطوات الامريكية في العراق الشرق الأوسط

يكون كمدخل لهذا العنوان الدستور العراقي الذي فصل وفق مبدأ المحاصصة حيث ورد في الدستور العراقي من ان العراق دولة فدرالية متعددة الأعراق والطوائف والأديان وما الى هنالك من تفاصيل وفقرات تبناها هذا الدستور لغرض إعطاء الشرعية لمبدأ المحاصصة وبالتالي فان العراق منذ 2003 الى الان يمارس سلطاته وفق هذه المنظومة وبتعدد رجالات هذه العملية ذات النفس الفدرالي تعددت أوجه العراق وفق توجهات المرشحين لقيادة هذه الفدراليات المكونة للعراق الواحد وعكست كل منها توجهات أصبحت واضحة للعيان وهي:

– هناك فئة تبحث عن الفدرالية لغرض القيام بتثبيت أسس للانفصال كدولة.

– هناك فئة تبحث عن فدرالية لتثبيت حقوق سلبت وبمرارة وعبث تحاول اعادتها تحت عدة مسميات.

– وهناك فئة اضطهدت تمارس عملها كوجه جديد في العملية السياسية حمل توجه سياسي عقائدي وتوجه مقاوم ذو ابعاد إقليمية ودولية.

الساحة العراقية استقبلت توجهات ابناءها على اختلافاتهم وامتصت كل رؤاهم في ظل العراق الواحد المستقل الذي أسقط الاجندات الأمريكية او لنقل الإمبريالية على ارض العراق بفعل عامل الوحدة والعامل المقاوم ذو الابعاد الإقليمية والدولية لأنه استطاع من استثمار الضغوط الإقليمية والدولية لإفراز إحداثياتها على الساحة العراقية ومتطلباتها.

من هذا المنطلق تبرز الأهمية القصوى لرئيس الوزراء العراقي وغيره من المناصب السيادية ان يكونوا مؤمنين بديمومة العراق كدولة مستقلة لأنه تعرض للاحتلال ومن لا يلتزم بذلك يلفظه تاريخ العراق معنونا بالخيانة.

استطرادا على ما سبق , وبالعودة الى العام 2003 نحاول جمع أوجه الدولة العراقية في ظل الاحتلال الأمريكي :

– استبدال عملية تحرير العراق من قبل التحالف الدولي الى احتلال العراق.

– تفعيل قوانين يسنها المحتل لقيادة الدولة العراقية وتفرض قسرا على الحكومة العراقية المشاركة للاحتلال ومن افرازات هذه الحقبة عدنان الزرفي مرشح لرئاسة الوزراء العراقية من قبل رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح هذا الرئيس القادم وفق ما تم ترشيحه من قبل كتلة الاكراد وفق الدستور العراقي القائم على المحاصصة ووافق على هذا الترشح رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي القادم من قبل الكتل السنية وفق الدستور العراقي. واليوم وبعد 16 عاما أصبحنا نتساءل اين حقوق المكون الشيعي في فرض ارادته باختياره للشخصية التي يراها مثالية والتي يعتقد انها تمثل توجهات قادة الكتل الشيعية. هنا نستطيع ان نطرح إشكاليات تستند في تعريفها الى الدستور العراقي وهي كالاتي:

1- ما هو السبب الذي تراجع فيه دور المكون الشيعي في صنع قراره الخاص به وفق الدستور وكيف اصبحوا يفقدون عامل الثبات والضغط في الحصول على القبول على مرشحهم وفق هذا الدستور الذي يتشبث به كل من الاكراد والسنة ؟

2- هل تمت عملية استلاب لمنهج رفع من قبل بعض القيادات منذ سنتين وبقوة برفض منهج المحاصصة واللجوء الى حكم الأغلبية او اجراء تعديل للدستور بتحويل النظام البرلماني الى نظام رئاسي. هل تم تنفيذ هذا الشعار وإعادة تأهيله ضد المكون الشيعي ليصبح هو من يشارك معه في اختيار رئيسا للوزراء وهو من يشكك بأمر مرشحيهم وأصبح من حق رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل الأقل حضورا في مجلس النواب راي في شخصية رئيس الوزراء لتتوالى عمليات السحب لجوانب أخرى. وفق هذه الإشكاليات العديدة يقودنا الى بدايات المقال والتوجهات العاملة على الساحة العراقية وهي ابعادا إقليمية ودولية وأبرز هذه العوامل:

3- هي مؤسسة الحشد الشعبي بفرعيها السياسي والعسكري وكيف انه بدأ بعملية تنظيم توافقية للمجتمع العراقي بين مؤسساته وبين إطار الدولة الوطنية من زاوية قيادة المرجعية وخاصة ان المرحلة التي يمر بها العاق هي مرحلة انضواء الدولة الوطنية معنويا لإرشادات المرجعية وكيف قاد هذا الحشد عملية الدولة الوطنية وربطها عقائديا بالمنظومة الإقليمية والدولية للعراق من خلال الاستقطاب الذي تولد عن الانتصار على اعتى إرهاب لمنظمات إرهابية في العالم على ارض العراق وابرز عوامل الضغط التي ساعدت الحشد الشعبي ضد عصابات داعش الإرهابية كان المشورة الإيرانية التي تمثلت بقيادات استشهدت على ارض العراق ولعل من ابرز هؤلاء القادة الشهيد قاسم سليماني .

4- انتصار العراق على داعش عزز من موقف سوريا في انتصاراتها المتعددة فوق الأراضي السورية سواء ضد عصابات داعش او النصرة ضد التدخل التركي او محاولات استغلال الورقة الطردية وأيضا بمساعدة ايران وحزب الله لبنان روسيا أيضا.

داخليا في العراق وعربيا مع سوريا وإقليميا مع ايران ودوليا روسيا والصين , خسر محور الولايات المتحدة ومن خلفهم الصهيو –سلفي الساحات المختلفة فتم اللجوء الى الحراك ونشر الفوضى وليس مصادفة ان يكون هناك توافق في الرؤى بين المتظاهرين والرؤى الامريكية في الموافقة على رئاسة الوزراء على سبيل المثال من لا ترضى عنه واشنطن لا ترضى عنه مجاميع المتظاهرين وفسر الحراك من خلال الخطوات التالية على انه يحمل نوعا عدائيا موجها نحو المجتمع العراقي بأكمله بحرق مراكز لقوات الجيش والشرطة والحشد وتوالي زيارات قيادات أمريكية للمناطق الغربية للتشجيع على الانفصال كنوع من الايغال في اضعاف الدولة العراقية وباستمرارية تفعيل سجل الأقاليم .

ويدخل ضمن هذا الاطار ما عرف باسم اللجنة الرباعية والتي من ابرز اعزاءها برهم صالح والحلبوسي لغرض تقديم مرشح لرئاسة الوزراء العراقية أي مرشح من قبل الاكراد والسنة الذي يعتبر امر مخالف للستور العراقي والاكيف يتجاوزون على حق الكتل الشيعية وهم من ابرز المتمسكين بالدستور القائم على المحاصصة وهو ليس من حقهم التدخل بهذه الطريقة المخالفة للقانون العراقي لان باتفاق الكتلة الأكبر على شخص رئيس الوزراء ليس من حق رئيس الجمهورية البت في أهلية هذا المرشح للمراحل القانونية التي يمر فيها امر تقديم هذه الشخصية . لذلك فان اللجنة الرباعية تعتبر عملية استهداف وتدخل سافر من قبل برهم صالح والحلبوسي اريد منها تجسيد وتقنين واحتواء وإبراز سنة جديدة في القانون العراقي تؤهل لعملية التدخل في الموافقة او الرفض على منصب رئيس الوزراء من قبلهم وفقا لما تحمله الشخصية من مؤثرات داخلية تخدم الابعاد الإقليمية والدولية للولايات المتحدة الامريكية في عدم استمرار تفكيك سيطرتها على الأرض العراقية .

كانت كل تلك الخطوات تم تغذيتها من الحراك الأخير الذي ذاع صيته على انه شيعي شيعي مستغلين التقصير في بناء البنية التحتية المتعمد لمناطق الجنوب ليكون الحلبوسي فارس ساحة التحرير فيرفع على الاكتاف فتنصب المشانق وترفع الجثث وضرب حتى الحراك السلمي الحقيقي لاجل البقاء على المحاصصة الطائفية ليتم التخلص من قوة واسناد القوى الشيعية في تمسكها في رئاسة الوزراء لتكون النتيجة ارباك في معظم مناطق جنوب العراق والاعتداء على الحشد الشعبي والجيش العراقي وقوات الداخلية وليبرز ما عرف بالصراع الشيعي الذي يعطي ايحاءا بعدم أهلية الكتل الشيعية في اختيار رئيس الوزراء ليشترك كل من برهم صالح والحلبوسي في ذلك .

الحلول:

دوما تفعيل قوانين الدستور العراقي وتقديم المرشح من قبل الكتلة الأكبر والتصميم عليه بالطرق الرسمية والقانونية. وتفعيل قوانين الحث باليمين الدستورية وانتهاك حرمة الدستور وتفعيل قوانين الخيانة العظمى. وعدم الموافقة بتاتا على ما يفرض من الولايات المتحدة الامريكية ولو بواجهة برهم صالح او الحلبوسي لأنها عملية التفاف على العملية السياسية بأكملها وعدم الموافقة على التدخل في القرارات الشيعية ما دام إصرار الكتل سواء السنية او الكردية ببقاء هذا الدستور.

الأفق الضيق الذي تقوده الولايات المتحدة فوق ارض العراق .هذا العراق الذي مثلت به الولايات المتحدة ابشع تمثيل لا يتوافق والأفق الواسع المتصاعد الذي انبثق على يد الحشد الشعبي وعبق الحرية الذي ختمه استشهاد القائد أبو مهدي المهندس الذي رسم الخطوات الأخيرة للإمبريالية فوق الأرض العراقية

الدكتور امير الربيعي