الاخبار الاخبار السياسية

عضوة في مجلس الشيوخ توصي ببقاء أميركي طويل الأمد في العراق

أشياء كثيرة تغيرت في العراق منذ أن تعرضت ضابطة الجيش الأميركي الكولونيل تامي دوكوورث، لحادث سقوط طائرتها السمتية بلاك هوك فوق بغداد عام 2004، ولكن ما تزال هناك مشاكل كبيرة لم تحل، الإرهابيون ما يزالون يهددون استقرار البلاد، الحكومة تواجه تحديات ضخمة والولايات المتحدة تحاول جهد إمكانها مساعدة العراقيين على تجاوز هذه المشاكل.

الآن، بعد أن أصبحت عضوة في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، رجعت دوكورث الى العراق الأسبوع الماضي مرة أخرى منذ تعرضها لحادثة سقوط طائرتها هناك حيث بُترت ساقاها. وبعد لقائها بقادة عسكريين أميركان على الأرض وكبار مسؤولي الحكومة في العراق وممثلين دوليين من أطراف عدة رجعت الى واشنطن لتنذر بخطورة وجود مشاكل ملحّة وغير محلولة في الحرب ضد تنظيم داعش قد تهدد أمن البلد وأمن الولايات المتحد ة أيضاً.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ، خلال مؤتمر صحفي بعد رجوعها لواشنطن، “كانت المرة الأولى التي عدت فيها الى العراق منذ تعرضي لجروح هناك عام 2004، كان الغرض من زيارتي هو أن أطلع على طبيعة الأوضاع على الأرض.. العراق على شفا كارثة.”
وقالت إن الحكومة في بغداد فشلت في تلبية تعهداتها بضمان تحقيق أمن ورفاهية أكثر، وهي تحديات مزمنة ما تزال الولايات المتحدة تحاول المساعدة في تحقيقها. ولكن المشكلة الأكثر إلحاحاً هي أن تنظيم داعش الذي تراجع على نحو كبير من سوريا، بدأ يظهر وينشط مرة أخرى داخل العراق.
وأضافت بقولها “لم يعد المسلحون يسيطرون على أرض، ولكنهم متواجدون في كل مكان على نحو كبير.” وقالت دوكوورث “إن الحكومة العراقية احتجزت ما يقارب الـ 30 ألف أرملة وطفل لمسلحين مقتولين من داعش ووضعتهم في معسكرات اعتقال في الصحراء مع عدم وجود خطة لما سيفعلون بهم لاحقاً، مشيرة الى أن من بين هؤلاء يوجد 10 آلاف طفل دون الخامسة من العمر، إنهم أفراد عوائل عراقية من المتعصبين لتنظيم داعش.”
مسلحو داعش بإمكانهم الدخول والخروج بحرية من هذه المعسكرات ويدفعون أجور الأرامل، وبينما هم هناك يستغلون وجود الطعام والرعاية الصحية المجانية.
وقالت دوكوورث إنهم “يسمحون لأنفسهم بأن يتم اعتقالهم ليتم أخذهم الى معسكرات لكي يأخذوا قسطاً من الراحة ويعيدوا نشاطهم، إنهم في الواقع يستخدمون هذا المعسكر كنوع من إعادة ترتيب أنفسهم.”
وأضافت عضوة مجلس الشيوخ أن على الحكومة الأميركية أن تضغط أكثر على بغداد لتخرج بخطة فعلية في كيفية إعادة دمج هؤلاء الناس في المجتمع مرة أخرى، مشيرة الى أن هذا الأمر هو ليس المشكلة الأمنية الوحيدة التي تحتاج الى اهتمام، بل أن هناك معضلة أخرى تتمثل بانعدام وجود أي تقدم في مجال إعادة الإعمار والقضاء على الفقر، الأمر الذي سيؤدي بالنهاية الى خلق مزيد من التطرف.
من ناحية أخرى، قالت دوكوورث إن التواجد العسكري الأميركي يعد خرسانة تسليح هيكل التحالف، هذا يعني أن على القوات الأميركية أن لا تغادر البلد في أي وقت قريب.
وأشارت الى أن قادة عسكريين أميركان على الأرض أقرّوا بأنهم لم تتم استشارتهم قبل أن يعلن الرئيس ترامب في تغريدة له عن قراره بالانسحاب من سوريا، ولهذا فإنهم لا يستطيعون تطمين العراقيين بصدق بأن الولايات المتحدة موجودة هنا لتبقى.
وتقول عضوة مجلس الشيوخ الأميركية إنها تتطلع لأن يكون العراق مكاناً تستطيع أن تصطحب أطفالها إليه يوماً ما لقضاء إجازة فيه ولتريهم أين كانت أمهم تحارب سابقاً.
وتؤكد المسؤولة الأميركية أن على الولايات المتحدة أن تزيد من نشاطها الدبلوماسي والاقتصادي في العراق وتظهر تعهدها المتواصل بحفظ أمن واستقرار العراق، وأن تدفع بالحكومة العراقية لأن تطمئن الجيل القادم من الشباب الأميركان والعراقيين بأنه لا يتوجب عليكم التضحية بمزيد من الدماء.
عن: واشنطن بوست