التكنلوجيا

هل تمثل الإنترنت بالفعل خطرا على الصحة النفسية؟

في الوقت الذي يحيي في العالم الأربعاء 10 تشرين الأول/أكتوبر، اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يتم الاحتفال به، في نفس اليوم من كل عام، يتزايد الحديث هذا العام عن الخطر المتنامي لوسائل الاتصال الحديثة على الصحة النفسية، وعلى رأسها الإنترنت بكل ما يندرج تحتها من وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم اتفاق كثيرين من المختصين بالصحة النفسية، على أن الوضع العام للصحة النفسية في المنطقة العربية، ليس على ما يرام، في ظل مرور المجتمعات بالعديد من الحروب والكوارث على مدى السنوات الماضية، فإن المنطقة لا تبدو معزولة أيضا عن التأثيرات التي تتركها وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الإنترنت بما تحويه من وسائل التواصل الاجتماعي.

أما جديد تأثير وسائل التواصل الحديثة على الصحة النفسية للناس، فقد ورد في دراسة أعدتها ونشرتها هيئة أوربية جديدة، أطلقت خلال اليومين الماضيين باسم (The European Problematic Use of the Internet Research Networ).

وتشير نتائج الدراسة التي شارك في إعدادها أكثر من مئة باحث دولي، إلى أن الإنترنت تزيد من خطر الإصابة بالعديد من اضطرابات الصحة العقلية الجديدة، منها الهوس بالإنترنت، وهوس تخزين المشتريات دون الحاجة إليها، و إدمان التسوق.

ويرى الباحثون أنه ورغم أن معظم استخدامات الإنترنت تبدو آمنة، فإن هناك مخاوف تتزايد مؤخرا من إفراط الاستخدام، الذي يقود إلى المواد الإباحية والمقامرة، والانغماس المفرط في الألعاب، التي تؤدي إلى تفتيت الأسر وتتسبب في فقدان الناس وظائفهم.

وكانت دراسات ومقالات منشورة سابقة، قد نبهت إلى الخطر الذي تمثله وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، على الصحة النفسية لمستخدميها، وقد تحدث كثيرون على سبيل المثال، عما تتركه الشرائط المصورة التي يتم تداولها عبر الإنترنت خاصة في المنطقة العربية، عن الحروب وفظاعاتها على الصحة النفسية للناس.

وبجانب ذلك الخطر تحدث مختصون عن أن امتلاك وسائل التواصل الاجتماعي، أدى بكثيرين لحالات من الإحباط والضيق النفسي، بفعل ما يقومون به من مقارنات بين أنفسهم وأقرانهم من الأصدقاء، وما حققوه خلال الحياة، وهو ما يترك لديهم شعورا عميقا بعدم الرضا.

وتبدو دول الاتحاد الأوربي من خلال تأسيسها للمركز البحثي الجديد، للتعامل مع مشكلات الإنترنت، في مقدمة الدول التي تدرك الجانب الإشكالي للإدمان على استخدام الشبكة العنكبوتية، وقد أشار المركز الجديد إلى أنه ورغم الفوائد العديدة لاستخدام الإنترنت، إلا أن الإقبال الشديد على هذا الاستخدام أظهر جوانب سلبية يجب معالجتها عن طريق البحث والدراسة.